Trending

بلا عنوان


أَبٌ لَيْسَ كَكُلِّ الآبَاء (فَلَذَاتُ كَبِدِكَ تَكْرَهُك)


هل ظننتم يوما أن يكون في الحياة أب يستكثِر على أبنائه كسرَة خبز؟
هل ظننتم أن تسمعوا عن أب يملك أموال طائِلة و أولاده وزوجته يفتقرون أبسط حقوقهم في المعيشة!
نعم يوجد، أب كذاب لا يخاف الله بل ويحلل كذباته بقوله أن هناك انواع من الكذب ليست بمحرمة.. أب يطمع في بناته الضعيفات أن يعملن ليعطينه المال، بل ويأخذه ببال مطمإن ويفرح لأن خدعته نجحت.. أب لا يزيل من فمه التمسكن والكلام الدال على حاجته، وفقره رغم انه يعلم انك تعلم بكذبه وتمثيله.. أب يكنز المال في البنوك ولا يصرفها حتى على نفسه وصحته.. أب يتصنع الكمال والايمان أمام الناس ولا يضيع صلاته المسجد لدرجة أنك لو حكيت عن أفعاله أمام شخص ما لن يصدق ذلك.. أب لو قمت بنصحه يقول أنك تهلوس وأنه هو الوحيد في العالم على حق.. أب مقتنع أن تجويعه لأولاده اقتصاد وأن الكرم إسراف، وأن الإنفاق سيؤدي به للفقر رغم أنه فقر نفسه وأسرته بنفسه، أب كسب حقد أبنائه لدرجة أنهم أصبحوا يدعون عليه.. هو يعلم جيدا أنه يغش أهله، ويعلم أن كل ذي حق سيأخد حقه يوم لن ينفعه مال.. ويعلم أنه سيحاسب عن كل دمعة نزلت من عين زوجته المسكينة، الأم التي عاشت كل حياتها تتمنى أن تصنع لأولادها وجبة جميلة كما يسمعون عند أصدقائهم، وأن تُلبسهم لباسا كما تمنّو طيلة حياتهم، أم عاشت كل حياتها وهي لا تفكر بنفسها التي لم تنعم أبدا بالحياة ولم تنل أيّا من ذلك أبدا، أم نست نفسها ودفنت رغباتها وحددت أحلامها فقط في أولادها ورغم ذلك لم تنل شيئا. آسفة أيها الأب لكنك لن تنال منا مغفرة ففي عز احتياجنا لك لم نجدك، وفي عز رغبتنا بالافتخار بك كنت منهمك في كَنز المال.. حتى في مرضك لم تخف الله في أهلك ونفسك. آسفة أيها الاب فلن أنسُبَك إلي بمُناداتك أبي، وأنا لم أتذوق أبدا طعم أُبوّتك
هل تعلمون كيف تكون ردة فعله حين ما تستنكر أفعاله وتستشهد بالدين أمامه؟ يقول أنه لم يخطئ أبدا في حياته ويحمد الله انه من أهل الجنه و كأنه يضمن ذخولها رغم ظلمه للذين من المفروض أنهم زينة حياته.
اه لو علم أنه من غش رعيته لن يشم ريح الجنة ماذا سيقول اذا؟ أكيد سيقول أنه قام بواجبه على أكمل وجه.. وماذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؟ وماذا عن قوله صلى الله عليه وسلم حين قال رفقا بالقوارير و هو اذاق قارورته المر طيلة سنوات من عمرها؟
مذا سيقول حين يسأله الله لم لم تكن من المنفقين على أهلك؟ هذا إن تركه الله ينظر إلا وجهه.. مذا عن كره زرعه في قلوب من المفروض أن يكون عشقها وحبها وقدوتها في الحياة؟ كيف سيقتنع أن الحياة زائلة ولن يدوم إلا وجه الله عز وجل؟ كيف سيؤمن أن الصدقة ترفع عنه البلاء و أن أهله أولى بها!
لكِ الله أيتها الأم الحبيبة, ولكِ أولادك يشهدون لك بصبرك و حبك وتضحيتك, وان يتنازلوا حتى يعوضوك عن كل دمعة و كل ذرة حزن مرت على وجهك المنير, تأكدي أن حلمك في أكبادك سيتحقق بإذنه تعالى أن إهماله و كرهه سعادة أولاده لن يعود له لا بشرّ ولا بخير, وتأكدي غاليتي أننا لن نعصى فيه الله يوما كما أمرتنا بعده عز و جل
رغم العذاب, الدلّ ,القسوة و الحرمان لن ندخل أبدا دائرة العصيان, ولن نكون أتباعً للشيطان



قلب بريء تذوّق طعم الحرمان وهو ينظر رزقه أمام عينيه وهو يملأ البنوك ليسد جوعها وبطني يا أمي موجوع
عين ذرفت دماءً حين ما رأت من لهم كمنصب من بدعى أبي وهم يتمتعون في رزقهم أنا لا أملك بنطالا يدفؤني من برد الشتاء
جسد نحيل يعاني نقص الفيتامينات المعنوية ثم المادية لكي يترعرع وينمو كسائر المخلوقات..
كيف أنسى معاناتي يا من تدعى أبي وكيف أسامحك و كيف أحملك و أطعمك حين تصبح كمشة من الشيب و العظام؟
لي الله في ما ضاع من عمري, واك أفعالك في ما صنعت فينا

آسفة أيها الاب فلن أنسُبَك إلي بمُناداتك أبي، وأنا لم أتذوق أبدا طعم أُبوّتك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال